السبت، 16 مايو 2015

قصيدة " أب " عمر بهاء الدين


هذه القصيدة قالها الشاعر السوري الراحل 
عمر بهاء الدين الأميري وهي القصيدة في الحنين إلى أولاده حينما سافروا وتركوه وحيدا في بيته وقال عباس محمود العقاد لو كان للأدب العالمي ديوان من جزء واحد لكانت هذه القصيدة في طليعته هذه الأبيات قالها لأنهم سافروا عنه فكيف بحال من فقد ابناءه وأحبابه 

القصيدة بعنوان ( أب )

أين الضجيج العذب والشغب 
               أين التدارس شابه اللعب ؟

أين الطفولة في توقدها 
          أين الدمى في الأرض والكتب ؟

أين التشاكس دونما غرض 
               أين التشاكي ماله سبب ؟

أين التباكي والتضاحك في 
           وقت معا  والحزن والطرب ؟

أين التسابق في مجاورتي 
            شغفا إذا أكلوا وإن شربوا ؟ 

يتزاحمون على مجالستي 
             والقرب مني حيثما انقلبوا 

يتوجهون بسوق فطرتهم 
            نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا 

فنشيدهم : ( بابا ) إذا فرحوا 
        ووعيدهم : ( بابا ) إذا غضبوا 

وهتافهم : ( بابا ) إذا ابتعدوا 
         ونجيبهم : ( بابا ) إذا اقتربوا 

بالأمس كانوا ملء منزلنا 
           واليوم ويح اليوم قد ذهبوا 

وكأنما الصمت الذي هبطت 
            أثقاله في الدار إذ  غربوا

إغفاءة المحموم  هدأتها 
              فيها يشيع الهم والتعب 

ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم 
       في القلب ما شطوا وما قربوا 

إني أراهم أينما التفتت 
        نفسي وقد سكنوا وقد وثبوا 

وأحس في خلدي تلاعبهم 
        في الدار ليس ينالهم  نصب 

وبريق أعينهم إذا ظفروا 
           ودموع حرقتهم  إذا غلبوا 

في كل ركن منهم أثر 
             وبكل زاوية لهم صخب 

في النافذات زجاجها حطموا 
     في الحائط  المدهون قد ثقبوا

في الباب قد كسروا مزالجه
        وعليه قد رسموا وقد كتبوا 

في الصحن فيه بعض ما أكلوا 
        في علبة الحلوى التي نهبوا 

في الشطر من تفاحة قضموا 
        في فضلة الماء التي سكبوا 

إني أراهم حيثما اتجهت 
         عيني كأسراب القطا سربوا 

دمعي الذي  كتمته جلدا 
               لما تباكوا عندما ركبوا 

حتى إذا ساروا وقد نزعوا 
           من أضلعي قلبا بهم يجب 

ألفيتي  كالطفل عاطفة 
             فإذا به كالغيث ينسكب 

قد يعجب العذاب من رجل 
           يبكي ولو لم أبك  فالعجب 

هيهات ما كل البكا خور 
            إني وبي عزم الرجال أب

منقول

الاثنين، 11 مايو 2015

التشجيع الرياضي

مقال في غاية الأهمية 
لكل من يشجع الأندية الرياضية ..
للدكتور خالدعبدالقادرالحارثي 

تشجيعك جزء من أعمالك .. أحذر !! 

أنا اهلاوي ملكي وإنتا خدمي ..
أنا اتحادي مونديالي وإنتا طحلبي .. 
أنا نصراوي عالمي .. وإنتا زعييقي
وأنا زعيم آسيا .. وأنتا فقراوي 

وأنا .......   وإنتا .........
.
.وتنابز بالالقاب وتقليل في قيمة وإنسانية الآخرين وغيبة للاعبين .. الخ الخ 

ماذا ستجني ( لآخرتك ) فاز من تشجعه أو خسر !!

هل سوف تسأل عن هذا الفريق في قبرك كم حقق من دوري أو كأس !! 

استيقظ من غفلتك يارعاك الله ..

.
وهكذا هي العبارات تحمل ألفاظ الأستفزاز ويتناقلها البعض عبر وسائل التواصل وإعلام رياضي سخيف يبحث عن الإثارة على حساب وحدة مجتمع .. لتكون النتيجة تفكك وحدته بالحقد والكره والبغض بين بعض افراده .

لتعلم عزيزي المشجع ..
منذ تأسيس هذه الأندية وحتى اليوم .. رحل بعض المؤسسون وبعض الرؤساء والإداريون واللاعبون والمدربون وبعض ممن شجع حد التعصب ومنهم من بقي يغطيه ستار الأهمال وقد لا يعرفه احد .. ثم تعاقبت أجيال وأجيال حتى وصلت اليوم .. 
والأسئلة المهمة التي يجب أن تجيب عليها بشفافية عندما تشجع 
- كم عدد مشجعي كل الأندية ؟
- وكم ترتيبك بينهم ؟
- وهل يعلم بتشجيعك ناديك ؟
- وهل تؤول كؤوس البطولات لبيتك ؟
- وهل لو عادوا لنا الراحلون بعد مرقدهم سيسخرون وقتهم للتشجيع واللعب على وترالتعصب أو حتى مجرد التشجيع ؟
- وماذا أستفيد من توغيل نفس صديقي بعبارة أو معلومة أو صورة أو مقطع ؟
- وهل الهدف من متابعة الأندية الأستمتاع بفن الكرة وتشجيع لاعبي الفريق لحظة المباراة ؟ أم استغلال الرياضة لخلق الفتن والخلافات وزرع الضغينة في النفوس وتصفية حسابات بين هذا وذاك بحجة فوز وتواريخ بطولات ليس لك فيها ناقة ولا جمل كمشجع ؟ بل وقد تُحسب في ميزان سيئاتك

تذكر جيدًا فهناك بعضًا من الرياضيين .. 
من سب ورحل 
وهناك من ضرب ورحل
وهناك من كذب ورحل 
وهناك من رشى ورحل 
وهناك من عَصّب ورحل 
وهناك من نافق ورحل 
(وهناك من اغتاب ورحل
وهناك من اتهم ورحل )
كلهم لن يغنيهم من حساب الله ناديهم أو لاعبهم الشهير أو تاريخ وبطولة .. فكل شاة معلقة من عرقوبها وكل شخص لديه ملكين رقيب وعتيد يسجلون في صحائف أعماله إما حسنة أو سيئة .
قال تعالى 
( وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ) 
‏( مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
🍃 يقول عليه الصلاة والسلام :
(( إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ ))

منقول

السبت، 9 مايو 2015

من فنون الأدب عند العرب


كان العرب يتفننون في الأدب وينشئون أبناءهم عليه .. 
ومن فنون الأدب 
(اختيار اللفظ المناسب) 
حتى قالوا لكل مقام مقال ...
فيقال للمريض معافى وللاعمى بصير وللاعور كريم العين 

وكان هارون الرشيد قد رأى في بيته ذات مرة حزمة من الخيزران 
فسأل وزيره الفضل بن الربيع:
ما هذه .. ؟
فأجابه الوزير .. عروق الرماح يا أمير المؤمنين

أتدرون لماذا لم يقل له إنها الخيزران ... ؟

لأن أم هارون الرشيد كان اسمها (الخيزران) 

فالوزير يعرف من يخاطب فلذلك تحلى بالأدب في الإجابة ..

أحد الخلفاء سأل ابنه من باب الاختبار ... 
ما جمع مسواك .. ؟

فأجابه ولده بالأدب الرفيع ... (ضد محاسنك يا أمير المؤمنين) ...
فلم يقل الولد (مساويك) 

لأن الأدب قوّم لسانه وحلّى طباعه ...

ولما سئل العباس رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين ..
أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فأجاب العباس قائلا"

(هو أكبر مني .. وأنا ولدت قبله عليه الصلاة والسلام) ..

ما أجملها من إجابة في قمة الأدب لمقام رسول الله عليه الصلاة والسلام ...

فعلينا أن نعير اهتمامنا لهذا الجانب من الخلق والأدب في الإجابة 

حتى نضمن جيلاً "راقياً" في فنون الإجابة ...

قال ابن القيم رحمه الله ... 
من رَفَقَ بعبادِ الله رَفَقَ الله به،"ومن رحمهم رحمه،"
"ومن أحسن إليهم أحسن إليه، الله ".

منقول .