الاثنين، 6 أبريل 2015

القرية والمدينة في القرآن


سؤال:
ما الفرق بين ( القرية ) و ( المدينة ) في المعنى في القرآن الكريم؟؟
                                                               الجواب:
اعتمد القرآن الكريم على [ طبيعة السكّان ] في مسمّياته للتجمعّات السكّانيّة ، فإذا كان المجتمع [ مُتّّفقاً ] على فِكْرة واحدة أو مِهنةٍ واحدة  أسماه القرآن [ قرية ] .
و نحن نقول مثلاُ : القرية السياحيّة ، القرية الرياضيّة

الجزء الثاني من الجواب ..
في سورتيْ [ الكهف ] و [ يس ] وهما مِنْ أكثر السور قراءةً لدى المسلمين فهناك موضوع مدهشٌ للغاية في السورتين ، هو : 
 كيف تتحوّل [ القرية ] إلى [ مدينة ] في ذات الوقت ، و دون مرور فترة زمنيّة ، حيثُ نجد في سورة الكهف ( حتّى إذا أتَيا أهْل قريةٍ استطعما أهلها فأبَوْا أنْ يُضَيّّفوهمَا فوجدا فيها جداراً يُريد أنْ يَنْقضّّ فأقامَه) .... ثم قال تعالى عنها ( و أمّا الجدار فكان لِغًلامَيْن يتيميْن في المدينة ) سورة الكهف 

 و ذات الموضوع ورَدَ في سورة يس :
(واضْربْ لهم مثلاُ أصحاب القرية إذْ جاءها المرسلون)  .....
ثم قال تعالي عنها في موضع آخر (و جاء منْ أقصى المدينة رجلٌ يسعى ) سورة يس 

 فكيف انقلبت [ القرية ] إلى [ مدينة ] ببلاغةٍ مدهشة ؟ ! 

 هذا يجعلنا نعود إلى سورة الكهف : فعندما اتّفق المجتمع على [ البُخْل ] عندها أسماه القرآن الكريم 
[ قرية ] وفي سورة يس عندما اتّفقوا على الكُفْر أسماها أيضاً [ قرية ] .
  و مثالُ آخر : عندما اتّفق قوم [ لوط ] عليه السلام على معصية واحدة قال تعالى : 
( و نجّيناه من القرية التي كانت تعْمل الخبائث ) -سورةالأنبياء -

 و عِندمـا يُطلق القرآن الكريم مُسمّى [ مدينة ] يكون  المجتمع فيه الخير و فيه الشرّ ،أو يكون سكّانه في أعداءُ  مع بعضهم ..
 و الدليل على ذلك أنّ القرآن الكريم أطلق على [ يثرب ] اسم : [ مدينة ] ، ، وذلك لوجود منافقين و صحابة مؤمنين بنفس المجتمع ، فقال تعالى (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق ) سورة التوبة آية 101 ،

 لذلك لم يردْ في القرآن الكريم أنّ الله سبحانه قد أهلك [ مدينة ] ، بل يُهلك القرى الكافرة تماماً أي يأتي الهلاك عندما يعمّ الكُفر في المجتمع .

 نعود لسورة الكهف : عِندما أضاف [ العبد الصالح ] ، أضاف الولدين [ الصالحَين ] إلى المجتمع البخيل [ الفاسد ] ، أصبح المجتمع [ مدينة ] و لم يعُدْ [ قرية ] ، 
 و كذلك في سورة يس ، عندمـا أسلم أحد الأشخاص ، أصبحت [ القرية ] الكافرة [ مدينة ] فيها الكفر و فيها الإيمان ، لذلك قلب القرآن الكريم التسمية فوراً و بذات الحَدَث منْ [ قرية ] إلى [ مدينة ] حيث قال في بداية القصة "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون " فلما أعلن ٱحد ٱهلها إسلامه سماها مدينه :"وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى" ،

 و من روعة البلاغة في القرآن الكريم ، أنّ القارىْ لا ينتبه أنّ [ القرية ] قد أصبحت [ مدينة ] .

لنعد إلى القرآن دائماً في جميع مناحي حياتنا حتى اﻷلفاظ والمصطلحات في كلامنا العادي حتى نتذوق لذة العيش مع هذا الهدي المبين....

منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق